من هنا نبدأ  الأخلاق… عماد الحياة وروح المعاملة

✍️ بقلم: د.م. مدحت يوسف – ???? التاريخ: 8 / 8 / 2025

???? "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق" هكذا أعلن رسول الله ﷺ رسالته، وجاء وصف رب العزة له: "وإنك لعلى خلق عظيم"، وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان خُلُقُه القرآن"، وخاطبه الله تعالى بقوله: "ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك". هذه النصوص النورانية ترسم لنا قاعدة ذهبية: الدين ليس مجرد عبادات، بل هو معاملة وأخلاق قبل كل شيء.

???? الأخلاق والمعاملات هي النسيج الذي يربط البشر منذ أن خلق الله آدم عليه السلام، وهي سر استمرار الحياة ونجاحها. فالمعاملة الحسنة هي جسر القلوب، وهي التي تحفظ المودة بين الناس مهما اختلفت مهنهم أو درجاتهم أو أوضاعهم الاجتماعية.

???? كل مهنة في هذه الدنيا تقوم على التكامل مع غيرها، فالطبيب يحتاج إلى المعلم، والمعلم يحتاج إلى المهندس، والمهندس يحتاج إلى المزارع، والمزارع يحتاج إلى التاجر، وهكذا… نحن مكملون بعضنا لبعض، لا غني لأحد عن الآخر. حتى بعد أن نغادر هذه الحياة، تظل قلوب من تعاملنا معهم تذكرنا بالدعاء، فالعلاقة لا تنتهي بالموت، بل تبقى آثارها ممتدة في دعوات المخلصين.

???? التعليم والمجتمع هما جناحا بناء الشخصية المتكاملة. التعليم يزرع في الفرد القيم والمعرفة والمهارات التي تجعله نافعًا لنفسه ولوطنه، بينما يمده المجتمع بالبيئة التي تعزز هذه القيم وتدعمها. فإذا اجتمع التعليم القائم على الأخلاق مع مجتمع متماسك، نشأ جيل واعٍ، مبدع، وقادر على حمل مسؤولية بناء وطن آمن ومستقر.

???? المنصب العالي أو الغنى الفاحش أو السلطة القوية، كلها لا تُغني صاحبها عن احتياجه للآخرين. الحياة لوحة كبيرة، نحن جميعًا أجزاؤها، فإذا غاب جزء منها أو تشوّه، فسد جمال الصورة كلها. لذلك، كل إنسان مهما علت مكانته أو تواضعت، هو ضرورة في منظومة الحياة.

???? المعاملات الحسنة ليست اختيارًا، بل هي ضرورة لبقاء هذه المنظومة متماسكة. الكلمة الطيبة، الابتسامة، الصدق في العمل، الإخلاص في الخدمة… كلها أعمال بسيطة في ظاهرها، لكنها الركائز التي تبني عليها الحضارات.

???? لنجعل من الأخلاق ميثاقًا في حياتنا، ومن حسن المعاملة أسلوبًا ثابتًا في كل موقف، لأننا بذلك لا نحافظ على جمال الحياة فقط، بل نكتب أسماءنا في سجلات المودّة التي تبقى حتى بعد رحيلنا.

@topfans 
خطى الوعي DrEng Medhat Youssef Moischool